بسم الله الرحمن الرحيم


في 2020/5/12 نشرت تعليقاً على موضوع النازلة التندغية و ما كتب فيه ولد العالم و نسبت إليه أنه نشر مالم ينشر فإليه أعتذر فقد نسبت إليه أنه نشر بعض الرسائل التي جرت بين محنض بابه و لمرابط من جهة و العلامة لولي ولد اليعقوبي من جهة أخرى و الحق أنه لم يكن هو الذي نشرها و إنما علق على منشور للأستاذ إكس ولد إكس إگرگ موضحا ماجريات الحادثة التي هي أصل النازلة التندغية و لم أخالفه إلا في نقطتين إحداهما أنه جعل المنافسة بين الركاكنة و إدگفودية على سيادة تندغة الغربية أمراً كان معروفا و أن ما حدث حدث في ذلك الإطار و قد بينت رأيي في الموضوع ثانيتهما أنني فهمت من سرده لوقائع الحادثة أن مشكلة ولد السالم بين أهل مختار الله و أهل أعمر أگد بيجة لم تنته و بينت في تعليقي أن تلك المسألة قد انتهت و حلت مشكلتها بحكم القاضي محنض بابه و رضاء الطرفين به و تنازل أولياء الدم من أهل أعمر أگد بيجة عن القصاص و قبولهم دية مغلظة عوضا عنه و انتهت القضية إلى اليوم.

و كل ما أورده ولد العالم من وقائع الحادثة غير ما تقدم أنا و هو متفقان فيه بل كنا متطابقين فيه إلى حد بعيد، اللهم إلا كيفية ارتباط لمرابط ولد متالي بنصرة سيد أحمد المالكي بداية، فهو يرى أن لمرابط هو الذي أشار على سيد أحمد بالنزول عليه و أنا أرى أن لمرابط أعرض أولا عنه و لكن بعض جماعته أشار على سيد أحمد بالنزول على لمرابط و هذا أمر قد لا يكون الخلاف فيه أمرا ذا بال.
فإلى ولد العالم أقدم اعتذاري و أقول له أن الذي جعلني أنسب إليه نشره للرسائل هو كوني اطلعت على الجميع في صفحة واحدة تحت عنوان النازلة التندغية و ظننت أن الرسائل المنشورة هي من قبل ولد العالم و ليس الأمر كذلك و هنا بعد معرفتي أن الناشر هو القاضي أدو ولد محمدن لبات ولد لولي فإنني أنبه إلى أن النقطتين الأخيرتين من تعليقي الذي كتبت متجهتان في الأساس إليه و إليه الآن أوجه ما يلي :

- إن نشر التراث الثقافي و العلمي أمر لا ينبغي التهاون فيه من قبل ذوي المعرفة و العلم القادرين على تقديمه و تحقيقه في إطار من العلمية و الموضوعية و بكل تجرد و حيادية و من هنا فإن نشر الرسائل التي جرت بين شيوخنا الكبار العلامة القاضي محنض بابه ولد اعبيد و العلامة لولي ولد اليعقوبي و لمرابط محمذفال ولد متالي شيء مهم جدا نشكر عليه من قام به فإن نتاج أولئك الشيوخ ينبغي أن تطلع عليه الأجيال المعاصرة لما فيه من العلم و الخير و البركة. غير أن ما جرى من مراسلات بينهم يجب أن يقدم جميعا إن وجد و كما هو لا زيادة و لا نقص و لا تحريف و لا توجيه و لا تأطير. و إنطلاقا من هذا أقدم شكري للقاضي أدو على نشره لبعض الرسائل التي جرت بين والده العلامة لولي ولد اليعقوبي و بين الشيخين محنض بابه ولد اعبيد و لمرابط ولد متالي و لكنني كنت أتمنى أن ينشر أدو جميع تلك الرسائل لا بعضها و مع ذلك فإنني أعذره لأنه قد يفوته الحصول على الجميع فلو نشرت جميعا لانتفى الشك بالانتقائية في النشر و على كل حال فإنني حتى الآن أعتبر أن القاضي ما نشر إلا ما وجد و ظني أنه لو وجدها كلها لنشرها.
و بالمناسبة فإنني أعد القراء و الباحثين بالعمل على نشر ما بقي من هذه الرسائل إن شاء الله تعالى فيتم بجميعها تصحيح النظر و البحث فيها و حتى لا تبقى النظرة إليها نظرة مجتزءة .
-إن جميع ما ورد في تلك الرسائل إذا نظر إليه بعين العلمية و الموضوعية لا يعدو أن يكون في أكثره بحوثا و مناقشات علمية مفيدة تواجه فيها الحجة بالحجة و الدليل بالدليل و ما عدا ذلك مما نجد فيه من الانتقادات الشخصية من بعضهم للبعض ليس هو لبها و لا هو المقصود منها و هم معذورون فيه كما قلت في تعليقي السابق و اعتقادي أن منطلقه كله ليس إلا نصرة الحق و دفع الباطل و الحرص على إقامة حدود الشرع و بهذه النظرة أنظر إلى مجموع تلك الرسائل سيان منها ما كان من والدنا لمرابط محمذفال و ما كان موجها إليه لا فرق.
- إن المطلع على ما نشر أدو من تلك الرسائل لن يفوته تقديمه لها و عنونته لبعضها و وضع بعض الهوامش على بعض عباراتها و لن يفوته فيما أظن المقصود من وراء ذلك و ما كان ظني بقاض عالم باحث أن ينحو ذلك النحو في نشره لتراثنا العلمي و الثقافي 
-لقد نشر القاضي أدو أول ما نشر رسالة القاضي الحبر الشيخ محنض بابه ولد اعبيد إلى العلامة لولي ولد اليعقوبي مختومة بتسليم قوي اللهجة من والدنا لمرابط محمذفال ولد متالي 
و الناظر المتفحص لتلك الرسالة يلحظ فيها أن محنض بابه لا يعتبر المسألة مسألة جدال و لا يعتبرها دفاعا عن موقف شخصي بل هي مسألة شرعية يقدم فيها الحكم الشرعي بحسب المعايير الملتزم بها عند العلماء في المنطقة حينذاك و هي الوقوف عند المشهور من المذهب المالكي و القضاء به و رفض ما سواه. حقا أنه يفهم من كلام الشيخ محنض بابه في الرسالة أن معارضة ذلك هو النزوع إلى النهج البدعي و مخالفة الجماعة .
و كلام الشيخ محنض بابه هنا لا يعتبر موجها بصفة شخصية إلى العلامة لولي حاشاه من ذلك و إنما هو توضيح للرأي و تبيين له هذا ما أفهمه أنا و مثل هذا قول لمرابط ولد متالي في إحدى رسائله التي نشرها القاضي أدو أن من آوى فارا بخربته فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين و أظن أن قاضينا أغرب في إسقاطه تلك القولة من لمرابط ولد متالي على مجموعة أهل مختار الله و أعجب من تصريحه أن لمرابط يقول إنهم ملعونون هم و من والاهم!!! و حاشى شيخا كبيرا مثل لمرابط ولد متالي أن يقصد ذلك بل المراد عنده أن مناصرة الظالم و مؤازرته منصوص على النهي عنها .
تجدر  الإشارة هنا إلى أن آخر حرف أرسله والدنا لمرابط محمذفال ولد متالي إلى العلامة لولي ولد اليعقوبي كان ذلك التسليم الذي ختم به رسالة محنض بابه هذه .
- في تعليقه على إحدى الرسائل التي وجهها لمرابط إلى العلامة لولي وضع أدو هوامش ثلاثة على بعض الكلمات في هذه الرسالة إحداها كلمة (ابن الحنبلي) و قال إن ابن الحنبلي كان شاعرا هجى لمرابط محمذفال ولد متالي هجوا شنيعا و الثانية (باء) في عبارة من عبارات تلك الرسالة قال في ذلك الهامش أن الباء في تلك العبارة لا تستقيم لغويا و لن أناقشه في الهامشين غير أني كنت أتمنى أن يدلل على ما قال فيهما 

- إن كل ما صدر من الشيخين في هذه الرسائل إن نظرنا إليه بمقاييس علم الجدل و المناظرة وجدناه قسمين أحدهما علمي موضوعي يتعلق بالمسألة المنظور فيها و إلى هذا القسم ننظر بعين العالم القادر على تمييز الحق من الباطل و الصحيح من الخطإ و أمره سهل على من هو من أهل العلم و ثاني القسمين هو ما يوجه كل واحد منهما للآخر من نقد أو تجريح شخصي فلكل واحد منهما حجته فيه و الله يغفر له و نحن نعذره فيه. فالمهم إذا من كلام الشيخين بالنسبة إلينا إنما هو المادة العلمية المتضمنة فيه فقط و أنا أدعو أمثال قاضينا أدو من العلماء و أهل المعرفة إلى النظر في تلك المادة العلمية و إلى ما أورد الشيخان فيها من حجج و أدلة و براهين و الحكم عليهما بعد ذلك بما أراهم الله ملتزمين بالحياد العلمي و التجرد و الانصاف ذلك هو السبيل الأوضح و الأسلم لخدمة تراثنا الثقافي و العلمي و الله هو الموفق و الهادي إلى سواء السبيل (يقص الحق وهو خير الفاصلين)

المصطفى ولد حبيب ولد متالي شيخ محظرة أهل متالي

اكتب تعليقاً

أحدث أقدم