بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد: فإنه لما كان نظم والدنا وشيخنا لمرابط محمذفال بن متالي في التوسل بشهداء زمنه صلى الله عليه وسلم في غاية الحسن والأهمية، لما اشتمل عليه من التعريف بأعيان الأصحاب، والتضرع إلى الكريم الوهاب، إلى غير ذلك من فوائد ينتبه لها ألوا الألباب، وكان فيما أعلم لم يقيض له في الماضي شرح يحل ألفاظه بالإعراب، ويذكر ما ضاق النظم عنه من الأنساب، أردت أن أكون صاحب ذلك الشرح ولو كنت طرحت نفسي في غير مطرحها راجيا من الله تعالى القبول وتيسير المأمول، إنه أكرم مسؤول وعلى ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.
تنبيهان:
الأول: اعلم أيها القارئ ان قصدي هو شرح النظم فقط لا التعقيب عليه فإذا ذكر شهيدا وبحثت عنه فيما بأيدينا من الكتب أو بأيدي من حولنا مما اعتمد عليه في هذا الشرح "كأسد الغابة" لابن الأثير، و"المغازي" لابن إسحاق، "والإصابة" لابن حجر العسقلاني، و"الإستيعاب" لابن عبد البر، و"الاستبصار" لابن قدامة، فلم أجده شهيدا عندهم اعتمدت ما قال الناظم لما ثبت عنه من كثرة الكتب والاطلاع إلى غير ذلك مما أعتمده فيه وقلما يوجد ذلك.
الثاني: اعلم أن الناظم رحمه الله أتى ببراعة استهلال ومقدمة في فضل الدعاء تشيران إلى أن مراده بهذا النظم المبارك هو التضرع إلى الله والتوسل بمن ذكر فيه من عباد الله الصالحين إلا أنه مع ذلك فيه أشياء يتبدى من خلالها قصد الإفادة بالتعريف بأولئك الرجال وإحصاء الذين استشهدوا في زمنه صلى الله عليه وسلم في ساحة النزال، والله تعالى أعلم.
إرسال تعليق