كتب الأستاذ الدين ولد محفوظ ولد بباه:

معلومات لم يتعرض لها الناشرون عن النازلة التندغية
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين 
وآله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد فإن من المعلوم أن لكل كاتب مقاصده ومصادره وموارده وسيلاقي ما كان راصده
وقد أطلعني أحد الإخوة الذين يعلمون أني لا أستخدم ما يسمى ب فيس بوه على منشورين جميلين رآهما في بعض المواقع وأولهما بتوقيع الأستاذ المصطفى بن محمدن بن العالم بن أحمد بن محمذن بن أبي بن أحمد بن محم بن أبابك.
والثاني بتوقيع الشيخ المصطفى بن حبيب بن أحمد بن حبيب بن لمرابط محمذن فال بن متال بن محمذن بن أحمد بن اعمراكدبيج. 
فرأيت أن أجتنب الدخول فيما ذكراه مما دار بين جهابذة العلماء الأعلام وإن كانت وثائقه بحوزتي بخط يدي وخط بعض سلفي لأنهم كفوني مؤنة توثيقه وهو متوفر منتشر في كثير من المكتبات علاوة على أني لست أهلا للمقارنة والترجيح والحكم على ما جلبوه من حجج ، ولكنني أدعي أنني أحبهم جميعا محبة صادقة جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير ما يجازي به العلماء العاملين
أحب الصالحين ولست منهم :: وأرجو أن أنال بهم شفاعه
وأكره من بضاعته المعاصي :: وإن كنا سواء في البضاعه
وإنما أريد أن أبين ما عند جهة ثالثة أعتقد أنها لا تقل اطلاعا عن أختيها ولم تكن عن أول تلك الأحداث ولا عن آخرها نائية في تيها.
وقد أخذت المعلومات عن عدة ثقات متفقات ومنهم أحد المسنين الذين أدركوا بعض من شهد تلك الأحداث المثيرة للجدل فأخذ عنه مباشرة معلوماتها ثم أداها إلي بذاتها وصفاتها ولست أبغي بسنده أي بدل 
والآن إلى صلب الموضوع فأقول:
كتب الأخوان الكريمان المصطفيان عن نزاع جرى في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري بين مجموعتي أهل آبيري وأهل أبابك ثم امتد إلى أهل أعمراكدبيج ثم امتد إلى أهل مختارالله وبعض اركاكنة واتفقا على أن العلاقات البينية ظلت في العموم طيبة بين أطراف ذاك النزاع
وأنا أؤكد صحة ما اتفقا عليه وإن تعرض طيبه لهزات تم تجاوزها وكأن المعنيين بها 
بريئون مما تتهم به الزوايا من أحقاد وأضغان وأضيف أن لتلك العلاقات جذورا قديمة منها على سبيل المثال أن أحمد وعبد الله ابني محمذن بن حيبلل بن آبيري أمهما بنت المختار بن عبد الله ابن أعمر اكدبيج وأن أخاهما محم بن محمذن أمه بنت ميلود بن أحمد بن اعمراكدبيج ولا يوجد اليوم آبيري على وجه الأرض إلا ولهما أو لإحداهما عليه أمومة ولاسيما بنت أحمد بن اعمراكدبيج  
وقبل ذلك كان اعمر اكدبيج زوجا لحنة بنت آبيري فأنجبت له ابنته المشهورة تسلم التي لها عقب في بني ديمان وبذلك صار الحيان أهل آبيري وأهل اعمر اكدبيج أخوالا لبعض الديمانيين وبعض اليداليين وإليه يشير العالم الجليل محمد بن حمين اليدالي في أبيات أثنى بها على آل آبيري قائلا:
نفسي إلى بني أبي حنة :: جدي العلي العلوي حنت
حنت لدهري عنهم وانحنت :: لا دهر ذي قار وذي حنة
إخوان اَعوان على شرعة الـ مفروض والمندوب والسنة
عند نزول نازل نزلهم :: ودأبهم من بلا منة
إلى أن يختم قائلا:
أقول أخوالي ادخلو واسلموا :: لو كنت بوابا على جنة

وفيما يخص لمرابط محمذن فال بن متالي [المختار] بن محمذن بن
 أحمد بن أعمراكدبيج أذكر أن أهل آبيري كانوا من أول القبائل انتباها له
وبداية ذلك أن الولي الكبير الفائق بن أحمد بن منيري بن حيبلل بن
آبيري كان ذات يوم يتحدث مع أفراد من قومه فقال لهم سياتيكم 
ولي كبير يمر بين هاتين الشجرتين فبينما هم في ذلك المنزل إذا هم 
بصبيين أو مراهقين يقبلان فيمر أحدهما دون الثاني بين الشجرتين
فيسألونه بعد السلام ما اسمك فيقول لهم اسمي محمذن فال ول متال
ومن ذلك الوقت هم ينتظرون ما ذا يكون منه ثم قامت أسر منهم 
وطلبت منه أن يقيم معهم معلما القرآن لأبنائهم مقابل جذعة بقر
على كل أسرة فاستجاب وهو لم يبلغ العشرين من عمره وقضى
معهم زمانا تزوج فيها زوجته الأولى قبل فاطمة بنت مادِ ورايعه 
بنت العيدي ، وأظنها تسمى هند بنت أبي بن أحمد بن محم بن أبابك 
وكأنها من أهل آبيري لأن أمها أم هانئ بنت عباس بن حيبلل بن آبيري 
وشقيقتها عاتكة أم بني أحمذو بن محم بن محمذن بن حيبلل بن آبيري 
وأختها لأبيها مريم أم بني محمذن بن عباس إلا واحدا اسمه المختار
وكل منهما جدتي.
أما العلاقات فيما بين أهل آبيري وأهل أبابك فأوضح من ذلك
وبيننا وبينهم ثلاثون خؤولة بإمكاني سردها واحدة تلو الأخرى
ولكن ذلك كله لا يمنعني إن شاء الله تعالى من أن أكتب بعض 
التفاصيل التي لم يتعرض لها الأخوان الكريمان المصطفيان
معتقدا أنني من أكثر الناس استقصاء لدقائق الأخبار من تلك
الأحداث وفي أجدادي من كان مقربا من لمرابط واعتزلها من
أولها إلى آخرها وفيهم من شارك في القتال بعد مقتل محمود فال 
وأبلى فيه فأقول:
كانت بداية ذلك النزاع أن محمذن بن سيد احمد بن الامين بن
أحمد بن محم بن أبابك كان ذات يوم وهو في ريعان شبابه يلعب 
متقلبا بين ركيزتي خيمة المصطفى بن العيدي المالكي الذي أعتقد 
أنه تعلم منه قرض الشعر فأصابت قدماه كتفي زوجة أستاذه فأفقدها 
بصرها واسمها ميمونة بنت عبد الله المعروف ب لاَهِ بن محمذن بن 
احمتك بن حيبلل بن آبيري شقيقة أحمد محمود الذي سيكون فيما بعد 
بطل القصة فغاظ ذلك أقاربها على ابن سيد احمد وعلى ابن العيدي 
الذي لم يول الأمر اهتماما 
ثم بعد ذلك مر أحمد محمود بحي من أحياء أهل أبابك فصرخ عليه 
واحد منهم بكلمات احتقار ختمها بكلمة صنهاجية لفظها [ تكراذه]
بمعنى هل سمعت فلم يلتفت إليه أحمد محمود في ذلك الوقت وفي 
الغد مر ركب من أهل أبابك مغذين سراعا بحي من أحياء أهل آبيري 
فأصابت جمالهم بعض أطناب خيمة محم بن الخالص بن محم 
المعروف ب أحا بن احمتك فسقط جانبها وفيها زوجته الزعرة 
بنت الفائق بن أحمد بن منيري فخرجت وهي غضبى تردد 
إن دام هذا ولم يحدث له غير :: لم يبك ميت ولم يفرح بمولود
ثم التفتت إلى موال بجانبها يقال لهم أولاد الزايد فقالت لهم الحقوا بهم 
ما أكثر ما بحوزتكم من الحلائب بعبارة [ كتوهم مكثر اشوايلكم]
فانطلق الموالي في أثر الركب فأدركوه بمنهل يسمى [ المنجاع ]
وفيه الوراد من الحيين أهل أبابك وأهل آبيري فأنشب الموالي الحرب
ولم ينضم إليهم فيها من أهل آبيري إلا اثنان هما سيد الموالي محم بن 
الخالص الذي أسقطت خيمته على زوجته والثاني أحمد محمود بن عبد الله 
الذي فقدت أخته بصرها بقدمي ابن سيد أحمد وفي الأثناء أبصر أحمد محمود
صاحبه الذي قال له أمس تكراذه فرد عليه بلفظة [ اكراكو ] بمعنى نعم
سمعت وضربه ضربة أسقطته أرضا وفي ذلك يقول قائل من آل أبابك
كول المحم واحمد محمود :: ترجع يلكيكم ملان
عن مجهار العز مفقود :: منساهم ولل منسان
ويقول محمذن بن سيد أحمد في إحدى روائع شعره مخاطبا ل لمرابط
أتيتك أرجو العلم والدين والهدى :: على أنني لم أنس مصرع أحمد
ومصرع فتيان أماثل حوله :: وما حدَّث الركبان في كل مشهد
أفي اليوم أدعى للهوادة بعدما :: تخافقت الأسياف فوق مقلد
وغودر محمود صريعا لوجهه :: تخضب كفاه بأشقر مزبد
وقد قددوا بالمشرفي أديمه :: سلام على ذاك الأديم المقدد 
وكان من الحاضرين من آل آبيري جدنا محمذن حبيب الله بن بباه بن اعبيدي
ابن احمتك فبذل جهودا مضنية للحيلولة  دون ما حصل حتى أمسكه من خلفه
خوفا عليه من العطب خاله محمذن المعروف ب آمَّيْنْ بن أحمد بن عباس بن
حيبلل وهو يكرر عليه أرسلني هلك أخوالي بعبارة [ ارخين فرغو أخوال ]
يعني أهل أبابك ولكن الخال أصر على إمساك ابن أخته حتى انتهت المعركة
وتفسير تلك الخؤولة أن محمذن حبيب الله هذا أمه أم الحسن بنت أحمد بن عباس
وتلك أمها رملة بنت الأمين عمة محمذن بن سيد أحمد وليست رملة هذه شقيقة 
إخوتها فأمهم ضين بنت محم المعروف ب أماه بن الأمين بن احمتك 
وعند انتهاء المعركة قام عبد الودود بن حبيب الرحمن بن محم بن محمذن بن
حيبلل بن آبيري ومحمذن حبيب الله بن بباه ومن ساعدهما بما هومتاح لإنقاذ 
حياة الجرحى من علاج وسقي ونقل إلى الظل ولولا ذلك بإذن الله تعالى لكانت
الخسائر في الأرواح نعوذ بالله أبشع مما حصل أسأل الله تعالى أن يعفو عني
وعنهم أجمعين. 
ثم بعد ما حصل عند لمرابط مما هو موثق في رسائله المنتشرة في المكتبات
وقد كفاني الأخوان الكريمان المصطفيان مؤنة التعرض له أرسل لمرابط
جمعا يضم بعض قومه وبعض أهل أبابك لياتوه بأحمد محمود ولو كرها
فذهبوا في المهمة وبعد انفصالهم جاء شخص من قوم لمرابط معاتبا له
بكلام خشن يقول فيه أنت يا مغفل يخيل لك أن باستطاعة جمعك أن ياتوك
بأحمد محمود دون إراقة الدماء فقام لمرابط مبادرا متراجعا عن قراره 
وأرسل في أثر القوم البشير بن سيد أحمد ليتركوا المهمة عنهم ويعودوا
إليه ولكن البشير لحق بهم وهو ينشد في فاغو ويقول لهم لمرابط يامركم
أن لا تعودوا إليه بدون المطلوب فواصلوا  رحلتهم وعندما وصلوا إلى
الحي الذي فيه أحمد محمود وجدوا رجالا قد أخذوا أهبتهم لاصقين بالأرض
وبأيديهم بندقيات فقالوا للجمع القادم بصيغة زجر من تقدم منكم إلينا خطوة
أطلقنا عليه الرصاص فوقف القادمون مكانهم ساعة ثم انصرفوا راجعين
وفي طريق عودتهم مروا بمحمود فال بن اعبيد وهو بمنأى عن الحي 
يصلي صلاة الضحى على عادته فقال بعض أهل أعمر أكدبيج لمحمذن
بن سيد احمد إن لم تدرك ثأرك اليوم فلن تدركه فيما بعد فقال لهم كيف
ذلك فقالوا له تقتل هذا الرجل فقال لهم معاذ الله أن أقتل هذا الشائب
الضعيف الذي يتعبد خاليا ولم يحضر يوم المنجاع فقالوا له قتله أنكأ
لعدوك فهو أعزهم أبو بعض وعم بعض وخال بعض وضعفه لا ينقص
من قيمته عندهم واستمروا في إغرائه حتى أخذ الفأس التي معه وانتزع
نصلها وضربه بعمودها على الجبهة وواصلوا رحلة رجوعهم إلى لمرابط
فشق عليه ما فعلوه ولاسيما عندما سمع وفاة محمود فال الذي عثر عليه 
بعض قومه مضرجا بدمه فاحتملوه إلى بيته ولم يلبث سوى ليلتين أو
ثلاث حتى توفي رحمة الله عليه وعلى جميع السلف والخلف 
وبما وقع لمحمود فال تبين صدق كشف أو فراسة خاله الفائق بن
أحمد بن منيري الذي كان أخبر أخته فتاة عند ولادة ابنها محمود فال
قائلا ابنك هذا سعيد شهيد فكان الأمر كما ذكر من بعد نحو ثمانين سنة
وبعد وفاة الفائق بزمان طويل
وهنا ينضم ابنا محمذن بن مختار الله ومن معهم من اركاكنة إلى صف
إخوتهما لأم وأخوالهما من آل آبيري لأن أمهما بيكَ بنت اعبيدي بن احمدتك
شقيقة محمود فال التي تزوجها محمذن بن مختار الله بإشارة من خالها الفايق 
بعد وفاة زوجها الأول الخالص بن أحا بن احمتك فينحاز أهل احمتك إليهم 
في تازيازت وضواحيها باستثناء محمد بن الخالص والمختار ابن اعبيدي 
أخي محمود فال الأصغر من أبيه والذي كان قوي الصلة بلمرابط وكان قال 
ما أقدرني على قتل قاتل أخي إني لخبير بالرماية ولي روابط صداقة متينة 
بقبيلة لعلب لكنني أخاف أن أحشر شقيا ويحشرأخي شهيدا 
ثم يرجع من الشمال أحمد محمود صحبة محمد سالم بن المختار المعروف
ب اباه بن الامين بن احمتك وواحد من الموالي اسمه همر فال بن الزايد 
فيستاقون إبل لمرابط وياخذون معها البشير بن سيد احمد ، وعندما انفصلوا قال أحمد محمود لصاحبيه سأعرِّج على ابن متالي وأخبره كي لا نصنف سارقين.
 فاطلق فرسه تعدو إلى أن أوقفها بجانب لمرابط ولم ينزل عنها فأخبره قائلا إبلكم استاقها العدو وليس فيها سواي أنا ومحمد سالم بن اباه وهمر فال بن الزايد وكر راجعا إلى صاحبيه ولذلك وصف لمرابط في بعض رسائله إلى من يجوز السلام عليهم من تندغ أحمد محمود بأنه فار بخربة التي تعني في الأصل سرقة الإبل ثم صارت
تطلق على كل خيانة وختم بعض رسائله بالبيت
قد كان ما خفت أن يكونا :: إنا إلى الله راجعونا
من مجزوء البسيط وفي بعض النسخ
قد كان ما خشيت أن يكونا :: إنا إلى الإله راجعونا
من الرجز
وكيف يصف لمرابط بتلك الكلمة محمود فال الذي نشأ في طاعة الله وفي
الإنفاق في وجوه الخير ولم يرتكب أي ذنب في تلك النزغات الشيطانية 
التي أسأل الله تعالى أن يعفو عن جميع أهلها وعني
وقد قتل محمود فال في الجنوب جهة تكنت الجديدة ودفن في مقبرة رأس 
الأجواد وقبره معروف فيها 
وذلك قبل أن ينضم اركاكنة إلى مسرح الأحداث فينحاز إليهم أهل احمتك
في الشمال فيغيرون على الإبل فيوصف المغير ورفيقاه بتلك الكلمة
فسبحن الله ما أسهل الغلط والتحريف في التاريخ وماذا لقي محمود فال 
بن اعبيدي من جهة اجتهدت في الإغراء بقتله بجريرة غيره وقد بلغ من
الكبر عتيا وهو قائم يصلي ولكن ليس في المحراب ولا في خيام أهل 
مختار الله
ثم تعيد تلك الجهة الكرة عليه بعد دفنه بما يزيد على سبعين ومائة سنة 
لترميه بأنه جان وبأنه فار بخربة إلى غير ذلك والله يعلم أنه بريء من 
تلك التهمة براءة مريم وأم المومنين من إفك الأفاكين الآثمين وقد صدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما قال ومما ينسب إليه حديث أنس 
لو كان المومن في جحر ضب لقيض الله له من يوذيه
وعودة إلى قضية الإبل والبشيرأقول سافر المختار بن اعبيد لما عهد في 
نفسه من وجاهة ولاسيما عند أحمد محمود وإخوته  بني لاهِ من ابْهاهُ بنت
اعبيدي أخت المختار لأبيه وعند بني الخالص ومحمذن بن مختارالله من أخته 
الأخرى بِيكَ وعند بني أخويه بباه ومحمود فال فأطلقوا له البشير مكسوا بكسوة 
فاخرة وتمسكوا بالإبل
وبإخفاق جهد المختار ووجاهته في استرجاع الأبل قال لمرابط للأمير
محمد لحبيب خذ لي إبلي فسافر محمد لحبيب في المهمة فلما وصل إلى
من هي بحوزتهم استقبلوه بحفاوة وخصصوا له سكنا مناسبا له وصاروا
يجالسونه وذات يوم رأى المصطفى بن محمود فال وهو في مجلس الأمير
غرابا طائرا فأطلق عليه رصاصة ألقت أمعاءه بالأرض وبعد لحظات
سقطت جثته غير بعيد من أمعائه فقال لهم الأمير هذا الطفل قادر على 
الأخذ بثار أبيه بعبارة [ ذا اطفل بعد إكد إخلص بوه ] 
ثم طلبوا من الامير أن يترك بينهم وبين لمرابط فاستجاب مقابل مائة
من الإبل. 
وعند عودته إلى الجنوب سئل عن إبل لمرابط فقال فكرت في الأمر 
فتذكرت أن أمور الزوايا تؤول إلى القضاة فقررت أن لا أدخل
فيما بينهم. 
ثم بعد زمن جهزوا جيشا يضم بعض اركاكنة وأهل احمتك بقيادة 
ابوه بن ابوه فقرروا أن يغيروا على فريق أهل اعمراكدبيج ويجتنبوا
فريق أهل أبابك وأن ينهزموا عند بداية المواجهة ليكون حكمهم في 
الشرع مغايرا لحكم الصائل ثم يعطفوا على المطاردين إذا حصلت
المطاردة فتمت الخطة كما أر ادوا لها فعطفوا على المطاردين فقتل
المختار وعبد المومن ابنا السالم بن الفاروق بن محمذن بن عبد الله
ابن اعمراكدبيج تغمدهما الله برحمته 
أما المختار فمات في مكان المعركة وأما عبد المومن فحمل منها
مكسور الفخذين برصاصة اخترقتهما ثم مات من تلك الإصابة فيما
بعد ولو كانا منعزلين عن قومهما لما احتاج الجيش في قتلهما
لاستخدام الرصاص الذي يصعب الحصول عليه في ذلك التاريخ
وعند افتراق الفريقين قام ابوه فكلف أفراد جيشه أن يقسموا
ويتعاهدوا على أن لا يعَـيِّن أي واحد منهم الجاني تحت أي 
ضغط ففعلوا ولكن المطلع على دقائق تلك الأحداث المريرة
يعلم أن القتل كان من طرف الزبير بن المختار المعروف ب
اباه بن الأمين بن احمتك وقيل من طرف اخيه أحمد سهل بن
اباه ومحمد عبد الله بن محمذن بن مختار الله 
وبانتهاء تلخيص تلك الأحداث وفق ترتيبها الزمني أعَرج على
بعض الحكايات التي شاعت وذاعت في محيطنا لما لها من صلة
بالموضوع وإن ضعف الترابط فيما بينها
فمنها أن لمرابط أرسل من يثق به ليشهد إحدى الصلوات الرباعية 
مع ابوه وجيشه ليعرف له هل صلوها قصرا أو اتماما فرجع إليه
بأنهم صلوها قصرا فقال لمرابط للأسف هم متأولون لنا بعبارة
[ اخلعن متأولين الن ] 
ومنها أنه بعد المعركة خاطب جماعة معه من تلامذته الآبيريين
فيهم المصطفى بن بلا والمصطفى بن سيد نصحا لهم وحرصا
على سلامتهم كي لا يوخذوا بجريرة غيرهم كما وقع لمحمود فال
قائلا لهم ما معناه إذا جنى ابن عمك فلا يسبقك إلى رأس الجبل
فردوا عليه لمرابط نحن جبلنا ربنا فقال لهم وصلتم وصلتم بالتكرير
ولكن واحدا منهم رد بعبارة بعيدة من الأدب مع مثل لمرابط إن
كان يوجد مثله قائلا هذا نص أو طرة وما زال أهل آبيري إلى
اليوم يسمون تلك الجماعة كلها بالمصطفين الأخيار
ومنها أن تلميذه المقرب محمد اغربظ بن محمذن الخلف بن
محم بن الأمين بن احمتك كان في الشمال مع قومه فطلبوا منه
أن يرافقهم ضمن جيش ابوه فقال لهم تقدموا إلى أن ألحق بكم
فتركوه وراءهم وبينما هم في طريقهم ذات يوم إذا بأثر فرس
أمامهم فتأملوه فقالوا فيما بينهم هذا أثر افريصة محمد اغربظ
ولما وصلوا إلى حيث يمموا وجدوه سبقهم إلى لمرابط
وقد كتب له إجازة لفظها ليعلم الواقف عليه أني أجزت محمداغربظ
في العلم الظاهر والباطن وقال له هذه الأرض لا تسعني أنا وأنت
فهاجر محمد اغربظ إلى جهة إجيجب تاركا مع قومه ولديه عبدالحق
ومحمذن الخلف وبنتيه أميمة ومريم 
ثم بعد اختفائه عن الأنظار بفترة من الزمن سافرت جماعة من قومه
إلى الجنوب الشرقي فعرج واحد منهم على قرية تسمى أدويره لبعض
مهماته فإذا هو به ومعه خلق كثير كأنهم تلامذة له  فقال الرجل لا إله
إلا الله أل محمد اغربظ  فوضع محمد اغربظ أصبعه على شفتيه مشيرا
للرجل أن يسكت فختم الله على فم الرجل فلم يستطع أن يخبر رفقته
بالخبر حتى رجعوا إلى أهلهم في ضواحي العرية 
ومنها أن رجلا من أهل آبيري كانت بدرت منه زلة لسان إلى الزبير بن
اباه فأعرض عنه ثم سمع الرجل شدة بأس الزبير وبطشه يوم [تاركه] أو
الدواره بتحديد أخص فقال يـــــا رب حامد لك ال سلكتن من الزبير ويزعم 
بعض أن انقراض عقب الزبير من أجل ذلك والله أعلم وكم من سلف صالح 
انقرض عقبه ومنهم الصالحون ومنهم دون ذلك
ومن تلك الحكايات أن محمد سالم بن اباه أخا الزبير مر بعد العودة من
الشمال بمنهل تيلماس فصادف به جماعة من أهل اعمراكدبيج وإذا هم
يتغامزون وبعد لحظات قال له واحد منهم ذاك محمد سالم ول اباه انت
مذكور ءافكراش يوم تاركه فرد عليه نعم وافطن عني ْافكراش اليوم
ثم قضى مهمته وانصرف دون أن يلحقه أذى
ومنها أن المالكيين ومن معهم لم يكن فيهم آنذاك من الشعراء البارزين
إلا ثلاثة هم المصطفى بن العيدي ومحمذن بن أحمد بن عباس الذى مر
ذكر حضوره يوم المنجاع ومحمذن بن سيد احمد وهو أبرزهم ولم يعرف
عنه أي هجاء لمحاربيه من آل آبيري بل ثبت أنه كان يكيل لهم الثناء في
بعض مجالسه ويردفه قائلا والحق ما شهدت به الأعداء
وإلى ذلك يشير بد بن الدين قائلا
لنا شهدوا قدما بكل فضيلة :: فو الله لا أجزيهم بهجاء
وما زالت الأعراض منا ومنهم :: تصان إذا ما عز صون دماء
  من قصيدته
ألا من لِعِين الربرب المترائي ::  جعلن أمامي ما نبذت ورائي
ومنها أن محمذن بن سيد احمد بعد ما شاب عرض على أبناء 
محمود فال أن يقتصوا منه فقالوا له قد عفونا عنك إلا أنهم في
أثناء ذلك انتبهوا لأختهم الصغرى جدتنا مما وهي تحاول أن
تطلق عليه النار من بندقية تخفيها في بعض ثيابها فانتزعوا
البندقية منها
لحا الله دهرا كان فرق بيننا :: وعاد بهذا الفيس كي يبعث الشرا
ويوذيَ أمواتا مضوا لسبيلهم :: ومن خلفوا من خلْفٍ اَوخلَف برا  
فـينشر عنهم كل حق وباطل :: حلا ما حلا منه كما مر ما مرا
وفي الحق ما الأولى بنا طيه وكم :: أثير ببعض النشر ما ساء أو سرا
 
ولله يهدي للحق 
قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. 

كتب الدين ابن بباه  
غرة شوال عام [ ختمات ]

اكتب تعليقاً

أحدث أقدم