قصة عجيبة عن لقاء لمرابط يحظيه ولد عبد الودود بلمرابط محمذن فال ولد متالي التي يرويها شيخنا محمد عبد الرحمن بن أوفى بن يحظيه بن عبد الودود عن العلامة الجليل محمدٌ الملقب أكليكم بن محمدُّ بن حبيب بن لمرابط محمذن فال بن متالي أنه أخبره الباه (يحظيه بن عبد الودود)

في هذه القصة نستفيد من مسألتين :

1-قصة لقاء لمرابط يحظيه ولد عبد الودود بلمرابط محمذن فال ولد متالي

2-حقيقة طلب علم ابن متالي:

وهو أنه لم يأخذ العلم عن أي أحد فقد فتح الرحمن عليه كل باب ولا مدخل للأسباب كما ذكر ابن اخيه العلامة حيمد ولد متالي في السيرة المتالية وقد ذكر أن بن متالي شيد محظرته وعمره اثنا عشر عاما.

وفي نفس المضوع اسمحولي ان اقول انه قد ذكر ان لمرابط محمذن فال بن متالي لم يفتح عليه فقط في العلوم التي كانت تدرس في محاظر شنقيط بل زاد على ذلك فقد ذكر أنه كان يستشهد بكتاب توجد منه نسخة واحدة في العالم حيث يوجد في المكتبة العثمانية الى غير ذلك من الكتب..... وقد سمعت علامة العصر محمد الحسن ولد الددو في مقابلة (موجودة على اليوتيوب) يقول على أن من قرأ كتب بن متالي يجد فيها أقوال بعض العلماء واستشهادات بكتب لم تكن في شنقيط حينها ......الخ

لقاء لمرابط يحظيه ولد عبد الودود بلمرابط محمذن فال ولد متالي:

أخبرني محمدٌ الملقب أكليكم بن محمدُّ بن حبيب بن لمرابط محمذن فال بن متالي أنه أخبره الباه (يحظيه بن عبد الودود) وكان الوقت ضحى بين الكثيب المسمى بـ"الغرد الزين" والبئر المسماة بـ"الشريعة" وكانت معهما مريم بنت ألما

أخبره من غير سؤال أن والده عبد الودود وأخاه عبد الله سافرا نحو تيرس ومرا بلمرابط محمذن فال بن متالي عند "أطويله" وكان عبد الله مريضا فمدح عبد الودود لمرابط بشعر حساني: أي لغن. يزوره فيه لشفاء أخيه عبد الله وأخذ عليه ورد الشاذلية وتمسك عبد الله بورد القادرية الذي أخذه عن الشيخ سيديا وقد شفي عبد الله من ذلك المرض سريعا وتوجها إلى تيرس حتى بلغا إلى جبيل صغير يسمى "تيوليت" فتوفي عبد الودود ودفن عنده وبعد ذلك صرت أجد روحه وروح بنت له شقيقة لي بـ"انوعمرت" أخبرتني والدتي ديَّ أنها أخت لي أكبر مني ماتت صغيرة ودفنت بـ"انتمارد أكشللي".

بعد ذلك أتت والدتي إلى لمرابط محمذ فال بن متالي وقالت له أن لها ولدا من الرجل الذي تتلمذ عليه وأخذ عليه الورد في زمن كذا ومات. وأن ولدها به مرض الصغار ولعله "اصفار" وتحب أن يشفى وأنها تجعل أمره بيده فأمرها لمرابط بصنع "تينكت" له وهو سويق بعرق الحديد وقال لها بأنه إذا صام سيصح وكان الأمر كذلك، ويقول الباه إنه لما بلغ ذهب إلى الحسن بن زين لتعلم النحو ونزلوا موضعا يسمى "تلبركات" فأتاهم لصوص وأخذوا نوقا للحسن بن زين وفداها الباه بدراعتين كانتا عنده وأعطاه اللصوص دراعة بالية فيها رائحة البارود وبعد ذلك أتانا رجل من أهل "إكديحي" آخر النهار سألناه من أين أتى فأخبرنا أنه أصبح عند حي لمرابط محمذن فال عند "العركوب" فسكت وأضمرت في نفسي الذهاب إلى لمرابط فلما كان الغد توجهت إلى "العركوب" ووصلته عشية ووجدت شابا جميلا يصلي "تل الحاس" ولم أسلم عليه ووصلت إلى الحي ونزلت عند خيمة رجل يعلم القرآن الصبيان وبعد قليل مر بقربنا ذلك الشاب فسألت الرجل عنه فقال لي هذا حبيب بن لمرابط أصغر أولاده فهممت بالسلام عليه فقال لي الرجل اذهب إلى لمرابط فتركته وذهبت بكرة إلى لمرابط وكان موجودا في الفروة ............... وكان المسمى محمد بن سيد أحمد الكنتي لا يترك أحدا يدخل عليه ...................... فلما دنوت منه سألني ماذا أريد وأخبرني بأن لمرابط لا يلقى الناس قبل طلوع الشمس فقال لمرابط : (ذاك ولد ديَّ ادخل) فدخلت عليه فسلمت فوجدته مستقبل القبلة فأدخل رأسي بين ثدييه بينه وبين لباسه وعرك أذني ووضع يده بين كتفي وقال لي اخرج، وقال البواب : ( يا هذا مغلاك) فذهبت نحو أهلي وكنت عطشان لأني تعشيت بشيء فيه اشركاش ولم أشرب ولما صرت جنوب الحاس غشي علي قليلا بسبب لا أعرفه إلا أنني وجدت اشريحه من اللحم وقدحا صغيرا فيه لبن والجزء الأول من التسهيل، فأولت اشريحه بشرح الصدر والجزء بأول تسهيل الأمر وقال لي الباه - اكليكم يحكي - ولا يخفى تاويل هذا، فشربت اللبن وأخذت الكتاب ووصلت إلى الحسن بن زين ومكثت فترة وكنت أسمع التلاميذ بعد ذلك يقولون يحظيه فتح عليه بعد عودته من عند لمرابط محمذن فال بن متالي.

كما اخبرني أكليكم أيضا أن لمرابط محمذن فال لما بلغ ذهب مع ابن خالته أمغر بن حبيب إلى رجل من إكمليلن اسمه المؤيد بن مصيوب وكتب عليه محمذن فال درسا من رأس آجروم ولم يفهمه أولا فرجع محمذن فال إلى معلمه ليفهمه الدرس فعالج ذلك جدا إلا أنه لم يفلح فقال له المعلم إنك لم تفهم فدع مكانك للتلاميذ الذين لهم أهلية في التعلم فخرج عنه وحزن حزنا شديدا فسأل ربه بهذه العبارة (اللهم ارزقني علما نافعا بلا سبب) ونام فلما استيقظ من نومه وجد نفسه يعرف ما عند ذلك المعلم من المعرفة وطلب من صاحبه الذهاب إلى أهلهما وعادا إلى أهلهما وبعد ذلك بزمن مر المؤيد بن مصيوب المذكور بحي من تندغه فرأى عنده كثيرا من (اتهاله) فسأل عنه فقيل له هذا حي لشاب من تندغه يسمى محمذن فال فمر به فعرفه تلميذه القديم محمذن فال وأحسن مثواه وقرأ عليه المؤيد المنطق والبيان وذهب.

محمد عبد الرحمن بن أوفى بن يحظيه بن عبد الودود / نواكشوط بتاريخ 4 اكتوبر 1966م.

اكتب تعليقاً

أحدث أقدم