لعمر الله إنها لمن أروع الصور المنشورة على الإنترنت


وبمناسبة نشر صورة اگليگم "ماگّه" فإليكم هذا:

في واحدة من عشيات شتاء عام الفين صحبت الأخ الصفي الأود لمرابط ول محمدن ول اليدالي - وفي صحبته تقضى الحوائج وتنال الرغائب - إلى قريته دبي، وذات موازاتنا لبُوجَمّه، التأم الرأي بيننا سهلا أن نعرج على لمرابط اكليكم، فجئناه ووجدناه مع جلاس ثلاثة في فناء بيته، عرّفه لمرابط علي وأكرمني رحمه الله بذكر ثناء مستفيض على أسلافي، من ذلك الكلام ما دركته من قبل، ومنه ما لم أسمعه، كانت دراعته "خظرَ منْ بَژَاهْ" خياطتها صفراء، أخذ بنا حديثه في كل شعاب الإمتاع والمؤانسة، سألته سندا عن جده لمرابط محمذن فال؟ قال: كنت من بين طلاب لمرابط يحظيه "اباه" وكان إذا حضر أبناء متالي قدمهم في الدرس على سائر الطلاب وزادهم اتحافا وإطراء، قال وفي إحدى المرات كنت معه، وهو جالس على "تِلِوِيشَتْ" ولابس "مَلْگَيّه" من "التاجْ" فالتفت إلي وقال: إني أقلد لمرابط في سائر أحوالي ما وجدت لذلك سبيلا، فقد كان يلبس مثل هذا، فسألته ألقيته؟ قال لمرابط يحظيه: نعم، لقيته مرتين أولاهما: بعد يسير من فطامي، فقد كانت والدتي ديه منت انچبنان مريدة له، وفي صغري مرضت وذهبت بي إليه بقصد الزيارة والتبرك، وأنشد:


وكان ما كان مما لست أذكره 🔴 فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر


والثانية عام وفاة لمرابط، فحين عقلت، لم تزل مستحثات التعلق ونوازع الهمة تستحثني على لقائه، وذات مساء كنت في طلاب لمرابط الحسن ول زين فقدم رجل وسمعته يقول فيما قال أن مقيله كان في حي لمرابط محمذن فال ول متالي عند "الطويله" فتحينت الرجل حتى خلا بنفسه وانفض سامره، جئته خفية وسألته أن يدلني الطريق إلى حيث يكون حي لمرابط فقال: يا بني إذا صحوت باكرا واقتفيت أثري فلن تزول عن كبدها حتى تقارب الحي، والخيام على قرب مسافة من معطن البئر الغربي.
قال گليگم قال لمرابط اباه: فبت على مضمرات الظفر ونيات نيل المراد، أرقب ساعات الليل وألاحظ نجومه ونعلاي تحت رأسي 

أراقب لوحا من سهيل كأنه 🔴 إذا ما بدا من آخر الليل يطرفُ

أسفر الصبح فصليت، وأنطلقت على أثر الرجل وكان وصفه الطريق مثلما حدث، فما زالت عن كبدها حتى وجدتني بمعطن البئر، فرأيت رجلا جميلا يغسل وجهه تحت شجرة قرب البئر، فقصدت الحي ونزلت بأول خيامه وكانت خيمة رجل من قبيلة "تَرْكَزْ" يتولى مهمة تدريس القرآن لأبناء لمرابط، فسألته عن كيفية لقاء لمرابط؟ فقال: أرى أن الوقت المناسب لذلك بعد صلاة الصبح وقبل الإشراق، ولكن حاجب لمرابط رجل من "كَنْتَه" صعب العريكة ممتنع القياد - يقول اگليگم يقول يحظيه: "ولَا فَشْنِ ذَاكْ" قال أي لمرابط يحظيه: بت مع مضيفي وتعشيت بوجبة من "آبْرَگَطْ" ولما أصبح الصبح صليت، وباكرت خيمة لمرابط فوجدت رجل كَنْتَه قدام الخيمة فسلمت عليه وقلت له إني أريد مقابلة لمرابط فقال: تمنعك عن ذلك موانع: صبي غريب لا أعرفك، والوقت لا يناسب لقاء الشيخ..... حدث اگليگم قال قال لمرابط يحظيه: فما أكمل الكنتي معللات منعه اللقاء حتى سمعت صوت لمرابط يقول: ذاكْ حسْ ولْ دَيَه؟ فقلت: نعم قال: أقدم، فدخلت وكان في قبة ويلبس فروة فأدخلني تحتها وبدأ يتلو، قال أكليكم فسألته هل استبنت شيئا من تلاوته؟ قال لا إنما كان تمتمة، قال لمرابط يحظيه وبعد يسير من الوقت أخرجني وقال: إذهب "لَا يَحْمَ أعلِيكْ النهار" قال فخرجت ولما قاربت خيمة التركزي لتوديعه، إذا بالرجل الذي رأيته بالأمس يغسل وجهه عند البئر فأُخبرت أنه حبيب ابن لمرابط فعرجت عليه للسلام، ولكن رجل تَرْكَزْ نهرني قائلا: إذهب لَا يَحْمَ أعلِيكْ انهار.... كودْ لَفْرصْ يَتَلْبوكْ لَمْهَارْ! إشارة منه إلى أن من لقي الشيخ كفاه ذلك غيره.
قال فانطلقت قافلا مسرعا وفي الطريق أحسست فتورا في جسمي وازداد الأمر دون أن أتوقف حتى غشيتني دوخة فأفقت منها وبجاني قدح ملئ لبنا وشريحة لحم والجزء الأول من كتاب التسهيل، فشربت اللبن وكفيت القدح على رأسي، وتأبطت الكتاب وانطلقت أنتش من شريحة اللحم، قال اگليگم سألت لمرابط يحيظيه بماذا أول هذا؟ فأجاب: الشريحة انشراح الصدر، وكتاب التسهيل سهولة الأمر، واللبن بينُ الإشارة لا يحتاج تأويلا.
قلت: فحصلت لي - والحمد لله - رواية هذا السند المتصل إلى لمرابط محمذن فال ول متالي رضي الله عنه.
رحم الله لمرابط محمذفال ورحم لمرابط اباه ورحم اگليگم فقد كان آية للمتوسمين وموردا للسائلين ومنهلا للراغبين، ما أريت في موريتانيا أصح منه رواية يحدث عن حادثات غابرات الأيام وكأنها عيانا بين ناظريه، هذا إلى كرائم الخصال ومحمودات الشمائل، وعظيمات المآثر نفع الله به و بآبائه وبسائر الدوحة المتالية.
الكاتب الكبير أحمدو بزيد

اكتب تعليقاً

أحدث أقدم